سورة الحديد تفسير ابن كثر الآية 17
ٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْىِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلْءَايَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٧﴾

سورة الحديد تفسير ابن كثر

فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُلِين الْقُلُوب بَعْد قَسْوَتهَا وَيَهْدِي الْحَيَارَى بَعْد ضَلَّتهَا وَيُفَرِّج الْكُرُوب بَعْد شِدَّتهَا فَكَمَا يُحْيِي الْأَرْض الْمَيِّتَة الْمُجْدِبَة الْهَامِدَة بِالْغَيْثِ الْهَتَّان الْوَابِل كَذَلِكَ يَهْدِي الْقُلُوب الْقَاسِيَة بِبَرَاهِين الْقُرْآن وَالدَّلَائِل وَيُولِج إِلَيْهَا النُّور بَعْد أَنْ كَانَتْ مُقْفَلَة لَا يَصِل إِلَيْهَا الْوَاصِل فَسُبْحَان الْهَادِي لِمَنْ يَشَاء بَعْد الضَّلَال وَالْمُضِلّ لِمَنْ أَرَادَ بَعْد الْكَمَال الَّذِي هُوَ لِمَا يَشَاء فَعَّال وَهُوَ الْحَكِيم الْعَدْل فِي جَمِيع الْفِعَال اللَّطِيف الْخَبِير الْكَبِير الْمُتَعَال .