سورة النساء تفسير ابن كثر الآية 124
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًۭا ﴿١٢٤﴾

سورة النساء تفسير ابن كثر

وَقَوْله " وَمَنْ يَعْمَل مِنْ الصَّالِحَات مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن " الْآيَة لَمَّا ذَكَرَ الْجَزَاء عَلَى السَّيِّئَات وَأَنَّهُ لَا بُدّ أَنْ يَأْخُذ مُسْتَحَقّهَا مِنْ الْعَبْد إِمَّا فِي الدُّنْيَا وَهُوَ الْأَجْوَد لَهُ وَإِمَّا فِي الْآخِرَة وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَنَسْأَلهُ الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالصَّفْح وَالْعَفْو وَالْمُسَامَحَة شَرَعَ فِي بَيَان إِحْسَانه وَكَرَمه وَرَحْمَته فِي قَبُول الْأَعْمَال الصَّالِحَة مِنْ عِبَاده ذُكْرَانهمْ وَإِنَاثهمْ بِشَرْطِ الْإِيمَان وَأَنَّهُ سَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّة وَلَا يَظْلِمهُمْ مِنْ حَسَنَاتهمْ وَلَا مِقْدَار النَّقِير وَهُوَ النُّقْرَة الَّتِي فِي ظَهْر نَوَاة التَّمْرَة وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى الْفَتِيل وَهُوَ الْخَيْط الَّذِي فِي شَقّ النَّوَاة وَهَذَا النَّقِير وَهُمَا فِي نَوَاة التَّمْرَة وَالْقِطْمِير وَهُوَ اللِّفَافَة الَّتِي عَلَى نَوَاة التَّمْرَة وَالثَّلَاثَة فِي الْقُرْآن.